تفسير صوره النبأ 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير صوره النبأ 2 829894
ادارة المنتدي تفسير صوره النبأ 2 103798
تفسير صوره النبأ 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير صوره النبأ 2 829894
ادارة المنتدي تفسير صوره النبأ 2 103798
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير صوره النبأ 2

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العـ الرحمن ـبد
مشرف
مشرف
العـ الرحمن ـبد


عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 02/05/2010

تفسير صوره النبأ 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير صوره النبأ 2   تفسير صوره النبأ 2 Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 6:28 am

تفسير صوره النبأ 2 B2 كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 تفسير صوره النبأ 2 B2 وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
وإن كان المراد أنها تأتي في صيغ المبالغة المعروفة عند أهل اللغة، فهذا في القرآن موجود، ولكن في القرآن حق، على حقيقتها.
فالذين يقولون الحق بدون مبالغة هؤلاء شعرهم ممدوح، والذين يقولون شيئا لا يُفعل أو شيئا لا حقيقة له أو زائدا عن الحقيقة، فهذا شيء مذموم والقرآن بحمد الله -جل وعلا- ألفاظه مطابقة لمدلولاته ومعانيه.
س: هذا سائل يسأل يقول: ما معنى قوله تعالى: تفسير صوره النبأ 2 B2 بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
ج: أهل السنة والجماعة يمرون آيات الصفات كما جاءت، وهذا حق لا إشكال فيه، لكن هناك معان مركبة، ومعان مفردة، هذه المعاني المركبة تختلف؛ المعنى المفرد غير المعنى الذي يكون في السياق، وهذه المسألة فيها إطالة. غدا -إن شاء الله- بداية الدرس نشرح لكم مذهب أهل السنة في مثل هذه الآيات. نعم.
والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لمّا بين الله -جل وعلا- حال الكفار في موقفهم من يوم البعث والنشور وأنهم فريقان: فريق ينكرون البعث إنكارا جازما، وفريق يشكون في البعث، بيّن الله -جل وعلا- فيما يأتي من الآيات الدلائل الدالة على قدرته -جل وعلا- على إحياء الموتى، وهذه الدلائل هي دلائل مشاهدة، تُرى بالأبصار، ولا يستطيع أحد أن ينكرها؛ لأن إنكار الأشياء المحسوسة المعلومة المشاهدة هذا لا ينكره عاقل؛ ولهذا قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أي: ألم نجعل الأرض ممهدة مستقرة موطأة مذللة؛ لأن الأرض لا يمكن الانتفاع بها على الوجه الأكمل إلا إذا كانت مهيأة، وموطّأة للإنسان.
وهذه الآية قد ذكر الله -جل وعلا- بيانها في آيات كثيرة من كتابه، كما قال الله -جل وعلا- في سورة غافر: تفسير صوره النبأ 2 B2 اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني مستقرا تستقرون عليه، وقال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: جعلها مفروشة، قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: منبسطة وقال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: جعلها ممتدة في طولها وفي عرضها، وقال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: مذللة.
فهذه الآيات كلها تشرح هذه الآية وتبينها، كما تشرح الآية المماثلة لها في سورة طه، ففي سورة طه قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وفي قراءة "الذي جعل لكم الأرض مهادا".
فالمهاد: هو ما بينه الله -جل وعلا- في الآيات السابقة فهذه الأرض جعلها الله -جل وعلا- لعباده ممهدة مذللة مهيأة للسكنى والعمل عليها.
وهذا من دلائل وحدانيته -جل وعلا- ومن دلائل قدرته على البعث؛ ولهذا لفت الله -جل وعلا- …أو أمر العباد بأن يتدبروها وينظروا فيها معتبرين: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 ثم قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: أن الله -جل وعلا- جعل الجبال بالنسبة للأرض كالعمد للخيام، فالخيمة تحتاج إلى أوتاد لتحفظها من الاضطراب والحركة والميل، والله -جل وعلا- جعل الجبال على هذه الأرض أو لهذه الأرض بمنزلة الأوتاد للخيمة، تحفظ هذه الأرض من التحرك والاضطراب.
لأن الأرض لو كانت تتحرك وتضطرب بالعباد لم ينتفعوا بها، وشاهد ذلك أن الإنسان لو ركب في مركبة وهي تتحرك وتضطرب به ما استطاع أن ينتفع تمام الانتفاع؛ ولهذا إذا كان في باخرة أو سفينة واضطربت الأمواج، وتحركت بهذه السفينة، فإنه لا ينتفع في هذه الحالة بمثل انتفاعه لو لم يكن هناك اضطراب.
وكذلك الإنسان الآن إذا ركب في سيارة، ثم مر بطريق غير معبّد أو فيه نتوءات فاضطربت عليه السيارة فإنه لا ينتفع وهو بداخل السيارة مثلما لو لم يحصل مثل هذا الاضطراب.
والأرض لو كانت مضطربة ما انتفع بها الإنسان، وما انتفع بها الحيوان، ولما صلحت عليها النباتات تمام الصلاحية؛ ولهذا إذا وقع حركة واضطراب في الأرض فإن الناس يفزعون، وتضطرب عليهم معايشهم؛ لأن الله -جل وعلا- جعل لهم هذه الأرض ساكنة، ولا يستطيعون أن يعيشوا عليها وهي مضطربة، فلذلك إذا حصل فيها أدنى اضطراب فزع الخلق واضطربت عليهم أمورهم.
وقد بين الله -جل وعلا- في آيات أخرى أنه جعل هذه الجبال رواسي لهذه الأرض ترسّيها، كما قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني لئلا تضطرب بكم.
وقال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني جبالا كبارا؛ لتحفظها من الاضطراب، وهذه هي إحدى فوائد هذه الجبال وفيها فوائد عظيمة، قد تظهر للعباد، وقد يخفى بعضها على العباد. ولله -جل وعلا- في ذلك الحكمة البالغة.
ولهذا الله -جل وعلا- أمرنا بتدبّرها وتأملها والنظر فيها تفسير صوره النبأ 2 B2 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 ؛ ولهذا كانت هذه الجبال لافتة حتى لانتباه الكفار، فضمام بن ثعلبة -رضي الله عنه- لما وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- وساءل النبي -عليه الصلاة والسلام- قال له: وبالذي نصب الجبال آلله أرسلك؟ وهذا يدل على أن هذه الجبال علامة شاهدة على وحدانية الله -جل وعلا- وربوبيته.
ثم قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: خلقناكم ذكرا وأنثى، وهذا الخلق من الله -جل وعلا- بيّن في آيات أخرى أن الذكر والأنثى خرجا من أصل واحد ونفس واحدة، كما قال -جل وعلا- في أوائل سورة النساء: تفسير صوره النبأ 2 B2 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
وبين -جل وعلا- أن كلا من الذكر والأنثى مخلوقٌ من ماء، وهذا الماء واحد، ولكن الله -جل وعلا- بقدرته يخلق منه الذكر والأنثى، كما قال الله -جل وعلا- في سورة الفرقان: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
فالله -جل وعلا- خلق من ماء واحد ذكرا وأنثى، وذلك بقدرته -جل وعلا-، وإلا فالماء واحد، يخرج من الرَّجل، ويقع في رحم المرأة ماء واحد، ولكن الله -جل وعلا- هو الذي يشاء أن يكون ذكرا أو أنثى.
وهذا فيه دلالة عظيمة على قدرة الله -جل وعلا- وتفرده بالوحدانية وقدرته على بعث الخلائق؛ ولهذا قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
ثم إن الله -جل وعلا- لمّا خلق الناس زوجين ذكرا وأنثى جعل بينهما اتصالا يحصل به التمتع لكل واحد منهما، ويحصل به النسل، كما قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وقال -جل وعلا- في سورة النحل: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
فالله -جل وعلا- في هذه الآيات كلها خلق الذكر والأنثى من نفس واحدة، وأخرجهما من ماء واحد، ثم جعلهما يتصلان، ثم أخرج منهما ذكورا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، كما قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
وبعض العلماء يفسر قوله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: أنواعا يعني أنه جعل الخلق أنواعا، فبنو آدم أنواع: منهم الطويل، ومنهم القصير، ومنهم الأسود، ومنهم الأبيض، ومنهم العربي، ومنهم الأعجمي، في ألوان مختلفة، وهذا المعنى دل عليه قول الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
ثم قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 السبت: أصله القطع والمراد بهذه الآية: أن الله -جل وعلا- جعل النوم قطعا أو قاطعا لحركة الأبدان دون الأرواح، والبدن إذا انقطع عن الحركة فإنه تحصل له الراحة؛ ولهذا يفسر بعض المفسرين قوله تعالى: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أي: جعلناه راحة؛ لأن الانقطاع عن الحركة مع بقاء الروح هذا يورث الراحة للبدن، أما إذا انقطعت الروح فإنه يكون الموت.
ولهذا كان النوم يسمى الوفاة الصغرى، والموت الوفاة الكبرى، إذا انقطعت حركة الإنسان مع روحه كانت الوفاة الكبرى، وإذا انقطعت حركة البدن دون الروح فهو الوفاة الصغرى، وهو النوم كما قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فالتي لم تمت ويحين أجلها يتوفاها الله -عز وجل- بالنوم، تفسير صوره النبأ 2 B2 فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فالذي قدر الله -جل وعلا- له أن يموت يمسك الله -جل وعلا- روحه، والذي قدر الله -جل وعلا- له الحياة إذا نام فإن الله -جل وعلا- يرسل روحه، فيعود منتشرا في الأرض.
وقال الله -جل وعلا- في شأن الوفاة الصغرى: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: يجعلكم تنامون بالليل تفسير صوره النبأ 2 B2 وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: يبعثكم في النهار فهذا بعث مقابل للنوم، وهناك بعث مقابل للموت البعث المقبل للموت هذا إذا نفخ في الصور النفخة الثانية، والبعث المقابل للنوم هذا إذا استيقظ الإنسان من نومه وقد أرسل الله -جل وعلا- روحه ولم يمسكها ويقبضها إليه.
وهذا النوم من أعظم الآيات الدالة على إحياء الموتى، فصفة البعث يوم القيامة … أو يبعث الناس يوم القيامة هكذا، هم ميتون ثم يستيقظون، ينزل الله -جل وعلا- عليهم ماء من السماء فينبتون ويقومون لله رب العالمين، فهناك مشابهة بين البعث بعد الموت، وبين الاستيقاظ بعد النوم، فهذه الآية من أعظم الدلائل على إحياء الموتى؛ لأنه إذا كان الله -جل وعلا- قادرا على إيقاظ العبد وبعثه بعد النوم فهو -جل وعلا- قادر على أن يحييه بعد موته.
ولهذا كان في النوم من الفوائد والنعم على هذه الأمة الشيء الكثير، فهذا النوم قد جعله الله -جل وعلا- راحة للأبدان، وجعله -جل وعلا- تذكرة للعباد؛ ليتذكروا موتهم وبعثهم إلى الله -جل وعلا.
ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما ثبت عنه في سنته -عليه الصلاة والسلام- أنه كان إذا أراد أن ينام قال: تفسير صوره النبأ 2 H2 اللهم باسمك أموت وبك أحيا </A>تفسير صوره النبأ 2 H1 ويقول: تفسير صوره النبأ 2 H2 باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين </A>تفسير صوره النبأ 2 H1 .
وجعل الله -جل وعلا- في هذا النوم أيضا فائدة لعباده المؤمنين؛ إذ جعله -جل وعلا- لهم طمأنينة وسكينة حين التقوا مع أعدائهم في غزوة بدر وفي غزوة أحد، كما قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 والنعاس: هو أول النوم، جعلهم الله -جل وعلا- في نعاس حتى تطمئن قلوبهم.
فهذا النوم قد يجعله الله -جل وعلا- طمأنينة وسكينة لعباده المؤمنين في قلوبهم؛ ولهذا كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ثبت- يكون أحدهم ممسكا بالسيف في الغزوة فلا يستيقظ إلا والسيف يسقط من يده، وهذا من إنزال الله -جل وعلا- عليهم الطمأنينة بهذا النعاس.
فالشاهد أن هذا النوم فيه من الآيات والعظات والعبر ما يدل على وحدانية الله، وكمال قدرته على كل شيء.
ثم قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: جعل الله -عز وجل- الليل لباسا؛ لأن هذا الليل إذا غَشي الناس بظلمته عليهم يكون ساترا لهم كاللباس؛ ولهذا الناس يختفون فيه، فالإنسان يستر بدنه باللباس، وكذلك هذا الليل يستر الناس بظلامه.
ثم قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أي: وقتا للمعاش ينتشر فيه الناس، يقضون فيه مصالحهم، ويسعون فيه لأرزاقهم، يرعون فيه مواشيهم، ويطلبون فيه رزق الله -جل وعلا- وفضله.
وهذه الآيات الثلاث ذكرها الله -جل وعلا- مجتمعة في سورة الفرقان فقال: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فقوله: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: ينتشر الخلق فيه لقضاء معائشهم.
وبين -جل وعلا- في آيات أخرى أنه صنع ذلك رحمة بخلقه، وبين لهم وظيفتي الليل والنهار، فقال -جل وعلا- في سورة القصص: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فقوله: تفسير صوره النبأ 2 B2 لِتَسْكُنُوا فِيهِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أي: في الليل وقوله: تفسير صوره النبأ 2 B2 لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: في النهار تفسير صوره النبأ 2 B2 وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 تشكرون الله -جل وعلا- على هذا السكن، وتشكرون الله -جل وعلا- على أن جعل لكم هذا النهار الذي تبتغون فيه من فضله.
ثم قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: بنينا فوقكم سبع سماوات محكمة في البناء والقوة، والذي بناها هو الله -جل وعلا- كما قال تعالى: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 والأيد هنا: المراد بها القوة لأن قوله تفسير صوره النبأ 2 B2 بِأَيْدٍ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 هذا قال العلماء: مصدر مصدر آد يئيد، وليس جمع "يد".
قالوا: لأن الله لو أراد أنه بناها بيديه -جل وعلا- لقال: "بأيدينا" كان قال: "والسماء بنيناها بأيدينا" لكن لما قال: تفسير صوره النبأ 2 B2 بِأَيْدٍ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 …وجمهور المفسرين من الصحابة وغيرهم على أن المراد القوة فقوله: تفسير صوره النبأ 2 B2 بِأَيْدٍ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 هذا: من آد يئيد، بمعنى: قوي تفسير صوره النبأ 2 B2 وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
فهذا الخلق من الله -جل وعلا- هو الذي بنى هذه السماوات وذكر -جل وعلا- في هذه الآية أنه جعلها سبعا، وهذا وارد في القرآن العظيم أن عدد السماوات سبع، كما في أول سورة المؤمنون: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وفي آخر سورة الطلاق: تفسير صوره النبأ 2 B2 اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وفي أوائل سورة تبارك: تفسير صوره النبأ 2 B2 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وفي سورة نوح: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فهي سبع سماوات بكتاب الله -جل وعلا.
وبين -جل وعلا- في هذه الآية أنها محكمة في غاية القوة والإتقان، وقد بين -جل وعلا- هذا الإحكام والإتقان في قوله -سبحانه وتعالى- في أوائل سورة ق: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وفي سورة تبارك: تفسير صوره النبأ 2 B2 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
فهذه السماوات محكمة في البناء، ليس بها شقوق ولا خروق؛ لأن الذي خلقها هو الذي بيده ملك السماوات والأرض؛ ولهذا لو قلب الإنسان بصره في هذه السماوات ليلحظ فيها خرقا أو شقا لكَلّ بصره وعجز عن إدراك شيء؛ لأن هذا هو إتقان الله تفسير صوره النبأ 2 B2 الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
ولهذا قال الله -جل وعلا- في سورة الأنبياء: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: محفوظا من كل شيء لا يصل إليه خروق ولا شقوق ولا هدم ولا نقض، فالله -جل وعلا- جعلها سقفا محفوظا على الأرض، وهذا من شدتها وإتقانها وإحكامها.
وقد جاء في حديث العباس بن عبد المطلب المشهور بحديث الأوعال: تفسير صوره النبأ 2 H2 أن كل سماء كثافتها مسيرة خمس مائة عام </A>تفسير صوره النبأ 2 H1 ولكن هذا الحديث حديث ضعيف هذا الحديث ضعيف، فيه راو مجهول، عبد الله بن عميرة راو مجهول وفي سند الحديث انقطاع؛ لأن عبد الله بن عميرة لم يسمع من الأحنف بن قيس، فهو حديث ضعيف.
والثابت: ما جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- من قوله:
وبعض المفسرين يورد حديث الأوعال، أو يشير إلى حديث الأوعال عند هذه الآية استدلالا على قوله تعالى: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أن من شدتها أنها كثيفة كثافة مسيرة خمس مائة عام، لكن الحديث لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم.
ثم قال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 والمراد بذلك: الشمس، والوهاج أو الوهج يجمع بين الشيئين، يجمع الحرارة والتلألؤ أو التوقد؛ ولهذا يقال: وهج النار، يجمع بين الحر والإضاءة، والشمس تجمع بينهما.
وفي حر الشمس فوائد عظيمة كما أن في إضاءتها فوائد عظيمة قد قال الله -جل وعلا- مطلع سورة يونس: تفسير صوره النبأ 2 B2 هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 ثم قال -جل وعلا:
… المنعصر بالمطر، لكن لم ينزل المطر بعد، قد تشبع بالمطر لكن المطر لم ينزل، كما يقال: امرأة معصر، يعني: إذا قاربت أن تحيض، وهذا هو الأظهر في معنى هذه الآية، أن المراد "بالمعصرات": هو السحاب؛ لأن الماء ينزل من السحاب كما ذكر الله -جل وعلا - ذلك في مواضع كثيرة.
فدلت هذه الآيات على أن المراد "بالمعصرات" في هذه الآية: هي السحاب، وأما من فسر "المعصرات" بأنها الرياح التي تحمل السحاب فهذا القول يخالف أكثر آيات القرآن؛ لأن الله -جل وعلا- أثبت أن نزول الماء إنما يكون من السحاب.
هذه الآية لا تدل على أن المطر ينزل من الرياح، وإنما تدل على أن هذه الرياح تلقح السحاب فينزل بإذن الله -جل وعلا - المطر؛ لأن الله قال: تفسير صوره النبأ 2 B2 فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وما قال -جل وعلا-: "فأنزلنا من الرياح" قال: تفسير صوره النبأ 2 B2 فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 والمراد بالسماء العلو، وتفسره الآيات الأخرى، وهو السحاب الذي جعله الله -جل وعلا - في العلو.
فقوله: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 المراد به: السحاب وقوله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 ثَجَّاجًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: منصبا بكثرة، الشيء إذا كان منصبا بكثرة يقال له: ثجاج، وهذا من كمال قدرته -جل وعلا .
ثم قال -جلا وعلا -: تفسير صوره النبأ 2 B2 لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أي: لنخرج بهذا المطر الذي أنزله الله -جل وعلا - من السماء حبا، والمراد بالحب: هو ما ينبت من النبات وييبس ويُدخر، مثل: الحنطة والشعير والأرز والذرة والفول والعدس وغيرها من هذه الأشياء التي تيبس ولا يضرها يبسها، بل تبقى.
فهذا هو الحب سواء كان يأكلها الأنعام أو الأناسي.
وقوله: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَنَبَاتًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
النبات: هو الشيء الأخضر الرطب، سواء مما يأكله بنوا آدم أو يأكله الأنعام، فهو في حال رطوبته يسمى نباتًا تفسير صوره النبأ 2 B2 وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
يعني: بساتين ملتفا بعضها على بعض.
ففي هذه الآية تفسير صوره النبأ 2 B2 كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: يأكله الأناسي، ويرعون أنعامهم.
وفي سورة النحل قال الله -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يعني: ترعون تفسير صوره النبأ 2 B2 يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 ففي الآية الأولى: تفسير صوره النبأ 2 B2 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 أهل العقول الصحيحة السليمة، في هذه آيات لهم وعبر، آيات دالة على وحدانية الله، وعلى قدرته، وعلى بعثه الموتى.
وفي الآية في النحل: تفسير صوره النبأ 2 B2 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وهذا التذييل في مثل هذه الآيات يقتضي من الإنسان أن يعمل فكره في هذه الآيات؛ لأن إعمال الفكر في مثل هذه الآيات مما يزيده إيمانًا بالله -جل وعلا-.
وقال -جل وعلا - في سورة السجدة: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فدلت هذه الآيات على أن الله -جل وعلا - أنزل من السماء ماء فأخرج به هذه النباتات لينتفع بها بنو آدم، وترعى منها أنعامهم، وفي رعي أنعامهم انتفاع لبني آدم.
فهذه الآيات كلها دالة على وحدانية الله -جل وعلا - وكمال قدرته، ودالة على قدرته على إحياء الموتى بعد بعثهم، ودلائل إحياء الموتى بعد موتهم كثيرة جدًا في كتاب الله -جل وعلا.
وهذه الدلائل منها: أن الله -جل وعلا - استدل بالخلق الأول أو بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، فالذي خلق الإنسان من عدم قادر على أن ينشئه -جل وعلا - ويعيد خلقه مرة أخرى، كما قال -جل وعلا -: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وقال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 وقال -جل وعلا-: تفسير صوره النبأ 2 B2 أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
وأيضًا نبه الله -جل وعلا - بإحياء الأرض بعد موتها - بإحيائها بالمطر- على إحياء الموتى، كما في أوائل سورة الحج: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
وذكر الله -جل وعلا - في كتابه دلائل على البعث: منها قصة إبراهيم مع الطير تفسير صوره النبأ 2 B2 وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 يفرق الطير إلى أربعة أجزاء فيكون ميتًا، ثم يدعى فيعود مرة أخرى.
وفي قصة أصحاب الكهف، وفي قصة تفسير صوره النبأ 2 B2 الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 فهناك دلائل محسوسة مشهودة أوجدها الله -جل وعلا - عبرة للخلق وذكرها الله، -جل وعلا - في كتابه تتلى إلى يوم القيامة؛ ليعقلها الخلق، ودلل لهم بالشواهد الحسية الموجودة بين أظهرهم ما يستدلون به على إحياء الموتى بعد موتهم، ويوقنون بذلك، ومن أعظمها هذا النوم الذي ننامه بالليل والنهار؛ ولهذا قال الله -جل وعلا -: تفسير صوره النبأ 2 B2 وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ </A>تفسير صوره النبأ 2 B1 .
فهذه الآيات كلها شاهدة على وحدانية الله شاهدة على قدرته، شاهدة على بعثه الموتى بعد موتهم، والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. ت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الواحة
المدير العام
المدير العام
الواحة


عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 05/02/2010

تفسير صوره النبأ 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير صوره النبأ 2   تفسير صوره النبأ 2 Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 6:50 am

مشكو استفدنا منك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-oaha.yoo7.com
جريح الهوى
مشرف
مشرف
جريح الهوى


عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 05/02/2010

تفسير صوره النبأ 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير صوره النبأ 2   تفسير صوره النبأ 2 Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 7:24 am

ؤ شكرا ع الطرح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-oaha.yoo7.com/montada-f1/
العـ الرحمن ـبد
مشرف
مشرف
العـ الرحمن ـبد


عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 02/05/2010

تفسير صوره النبأ 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير صوره النبأ 2   تفسير صوره النبأ 2 Icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 1:58 pm

العفو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمود
عضو جديد
عضو جديد
حمود


عدد المساهمات : 43
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
الموقع : الواحة الله يطول عمره

تفسير صوره النبأ 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير صوره النبأ 2   تفسير صوره النبأ 2 Icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 7:05 am

ط بعا مشكور على الطرح مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير صوره النبأ 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير صوره النبأ
» تفسير صوره البروج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: (منتديات الواحة الاسلامية) :: منتدى علوم القران الكريم-
انتقل الى: